ممارسة المرأة للرياضة في الإسلام وضوابطها الشرعية

الإسلام لم يحارب الرياضة بل حث على تقوية المسلم بكل الوسائل المتاحة حتى يستطيع القيام بما فرض عليه من تشريعات وفرائض  ؛ إلا أن الرياضة شهدت تطورًا كبيرًا وسريعًا ومارست المرأة  في ذلك العصر أنواعا مختلفة من الرياضات التي لم تكن موجودة من قبل ؛ كما وجدت الأندية والمراكز لتدريب المرأة على مختلف الرياضات .

الكاتبة : جهاد هنداوي

الإسلام لم يحارب الرياضة بل حث على تقوية المسلم بكل الوسائل المتاحة حتى يستطيع القيام بما فرض عليه من تشريعات وفرائض
؛ إلا أن الرياضة شهدت تطورًا كبيرًا وسريعًا ومارست المرأة  في ذلك العصر أنواعا مختلفة من الرياضات التي لم تكن موجودة من قبل ؛ كما وجدت الأندية والمراكز لتدريب المرأة على مختلف الرياضات .
ولما كان الأصل في خطاب الشرع العموم ؛ فهو موجه إلى الرجال والنساء ؛ لا فرق فيه بينهما إلا فيما دل دليل على تخصيصه ، قال تعالى" إنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ "
والأية هنا بها مدح من الله تعالى لطالوت على قوته في جسده والتي تكتسب بالرياضة والتدريب ؛ وهذا يدل على مشروعية الرياضة للمرأة لأنها مخاطبة بكل ما يخاطب به الرجال إلا ما خصه الدليل.
وعن عائشة: أنها كانت مع النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في سفرٍ، قالت: فسابقتُه فسبقتُه على رِجليَّ، فلما حملتُ اللحمَ سابقتُه فسبقَني، فقال: "هذه بتلك السبْقَة"
فمسابقة النبي لعائشة رضي الله عنها فيه دليل على جواز ممارسة المرأة للرياضة ؛ فقد مارست عائشة رياضة المسابقة على الأقدام وهي إحدى أنواع الرياضات المعروفة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَكُلٌّ عَلَى خَيْرٍ
فالقوة في الحديث هي قوة الايمان ؛ والعلم ؛ والطاعة وقوة البدن المعينة لصاحبها على إقامة الشعائر من الصلاة والصيام وقراءة القرأن وسائر العبادات .
والمؤمن لفظ يشمل الرجل والمرأة ؛ وممارسة الرياضة وسيلة تصل بالمسلم والمسلمة إلى القوة التي تمكنه من إقامة الفرائض .
الإسلام لم يحرم ممارسة المرأة للرياضة
أجاز الإسلام ممارسة المرأة للرياضة بضوابط هي:

الضوابط الشرعية لممارسة المرأة للرياضة .


للرياضة فوائد عديدة صحية وبدنية ونفسية وذهنية فهي تحافظ على وزن الجسم ؛ وتسهم في تدفق الدم في الجسم وتحمي من الأمراض القلبية و السكتات الدماغية وتخلص من الاكتئاب وتخفف من الضغوط النفسية ؛ والإسلام يحرص على كل ما يفيد الإنسان رجلا كان أو أنثى في أمر دينه ودنياه ؛ ولكن قيدت تلك المشروعية بضوابط خاصة للنساء تحقق الفوائد المرجوة من ممارسة الرياضة ؛ وإذا لم يتم الالتزام بتلك الضوابط في ممارسة الرياضة أصبحت غير جائزة للنساء .

 الضوابط الشرعية  الخاصة بممارسة الرياضة في الاسلام

1- أن تكون ممارسة الرياضة نافعة للمرأة صحيًا أو نفسيًا أو عقليا.
2- ألا تمنع ممارسة الرياضة من القيام بالواجبات الشرعية فلا تعوق المسلمة عن أداء الفرائض في أوقاتها
3- يجب على المرأة أن تعرف الحكم الشرعي لنوع الرياضة التي سوف تمارسها إن كانت حلال فهي جائزة بالضوابط الشرعية وإن كانت حرام فهي غير جائزة.
4- يجب على المرأة المسلمة أن تجعل نيتها من ممارسة الرياضة بناء جسدها ليقوى على أداء التكاليف وأن تكون بنية الترويح المباح لقوله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ  .
5- عدم اشتمال الرياضة التي تمارسها المرأة على خطر محقق لقوله تعالى " وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " فان وجدت المرأة خطر يهدد حياتها فان تلك الرياضة تصير محرمة بذلك الخطر الذي يهدد حياتها لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»
6- أن تسطيع المرأة أن تحقق التوازن بين ممارسة الرياضة والحياة المعيشية بحيث لا تؤثر الرياضة على الحياة المعيشية أو تؤثر على حقوق البيت والأولاد والزوج وصلة الأقارب وغير ذلك .
7- أن تلتزم الممارسة للرياضة بالروح الرياضية ولا تتعصب لفريق تعصبًا يؤدي إلى الحقد والكراهية .
8- أن تبتعد المرأة الممارسة للرياضة عن المكاسب المحرمة في الرياضة كالقمار وأخذ العوض المحرم .
9- ألا تعادي المرأة الممارسة للرياضة أحدًا بعد إقامة المسابقات الرياضية .
10- أن تحرص المرأة الممارسة للرياضة بعدم اقتران الرياضة بأمور محرمة أثناء التمارين الرياضية .
11- ألا تتعارض الرياضة التي تمارسها المرأة مع طبيعتها الأنثوية ؛ فعليها أن تبتعد عن الرياضات العنيفة التي تؤثر على جسمها .
12- خلو المكان الذي تمارس فيه المرأة الرياضة من الرجال.
13- ألا تكون ممارسة الرياضة أمام أجهزة التصوير أو في الأماكن المكشوفة،  قال تعالى  "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا"
14- عدم اختلاط المرأة بالرجال أثناء ممارسة الرياضة ؛ قال رسول الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثُهُمَا الشَّيْطَانَ".
15- يجب على المرأة الممارسة للرياضة ستر عورتها عند ممارسة الرياضة .
16- يجب على المرأة الممارسة للرياضة أن ترتدي ثيابًا شرعيًا فلا يحل لها ارتداء الثياب الضيقة لا القصيرة ولا الشفافة
17- يجب أن تكون ممارسة المرأة للرياضة في مكان خاص بالنساء .
18- يجب أن يكون خروج المرأة الممارسة للرياضة بإذن وليها سواء كان أبًا أو أخًا أو زوجًا وذلك رعاية وصيانة وحماية لها 
فهذا الحديث يدل دلالة واضحة على تكريم الإسلام للمرأة بنتًا أوأختًا أو زوجة فهي في رعاية رجل مسئول عنها.
ويتضح مما سبق أن الإسلام أجاز للمرأة ممارسة الرياضة بضوابط شرعية تكفل للمرأة الحماية والصيانة والكرامة متى تحققت تلك الضوابط .

أحدث أقدم

Advertisements