كل ما تود معرفته عن النظرية النسبية

  

كل ما تود معرفته عن النظرية النسبية

لقد عاشت النظرية النسبية منذ بدايتها في عام 1905 بعيدةً بعض الشيء لا يقربها إلا المختصون بها، واعتدنا نحن كقراء الخوف منها، أي أننا عندما نسمع بها أو نسمع عنها نخاف وكأننا سمعنا شيئاً عن الكاهنات الغامضة التي لا نجرؤ على الخوض فيها، فقد كانت النظرية النسبية معقدة حتى وصلت للحد الذي حاول الكثير من العلماء تبسيطها، حتى أنيشتاين ذاته حاول أن يحرر النظرية النسبية من الغموض.

ففي آخر محاولاته في عام 1949 حاول أن يجد قانون واحد يفسر به علاقات الكون لكن لم تكن النظرية النسبية معادلات فحسب وإنما كانت تُبنى على قواعد فلسفية أيضاً، أما عن المعادلات الرياضية التي خرج بها أينشتاين فهي كانت نتيجةً لصور توضح  الكون في ذهنه لا أكثر.

 


الزمن له نوعان:


زمن خارجي وهو زمن النظرية النسبية الذي يقصده أنيشتاين وهو الزمن المشترك بين الجميع نتحرك به كما يتحرك غيرنا ومرجعنا هو التقويم الخارجي.

أما عن الزمن الداخلي فهو الزمن النفسي الذي يقصدونه سائر الفلاسفة الذين بحثوا في النظرية النسبيةوهو االزمن الذي يعود لنا ويختلف من شخص لآخر فالبعض منا زمنه الداخلي مليئ بالحياة والنشوة والحب ، والآخر زمنه الداخلي مليئ بالحزن واليأس والاستسلام.

الفقهاء يطلقون على الكتلة اسم (خاصية مقاومة الحركة ) ويعرفون أنها مقداراً ثابتاً وأنها لا تتأثر بحركة الجسم او بسكونه فهي صفة جوهرية لا علاقة لها.

لكن ما فعله أنيشتاين في النظرية النسبية هي إثبات أن الكتلة نسبية أيضاً مثل الزمان فهي تتعلق بسرعة الجسم اي كلما ازدادت سرعة الجسم ازدادت كتلته، لكن ليس السرع الصغيرة التي اعتدنا عليها إنما السرعة العالية التي تقترب من سرعة الضوء، فلو فرضنا أن سرعة جسم ما أصبحت قريبة من سرعة الضوء فالتالي كتلته ستصبح لا نهائية وهذه فرضية مستحلية فلا جسم قادر على أن يمشي بسرعة الضوء.  

 

لم يصل أي عالم في الأرض إلى فرضية أعمق من النظرية النسبية، جميعنا يعلم أن سرعة الضوء هي سرعة واحدة ولو أن هناك رائد فضاء ذهب بسرعةٍ كبيرة بالنسبة لسرعة الأرض فإن وقته سيقاس بشكلٍ أبطأ مما اعتاد عليه ودون أن يشعر في ذلك أبداً أي أنّ الزمن لديه سيتمدد.  

تختلف نظريات النسبية العامة بشكل كبير عن الفيزياء الكلاسيكية التي قمنا بدراستها سابقاً وهذه الاختلافات تتعلق بمرور الزمن وهندسة المكان وحركة الجسم في السقوط الحر وعدسة الجاذبية، وبالرغم أن النسبية العامة ليست النظرية الوحيدة المتعلقة بالجاذبية إنما هي أبسطهم ورغم مدى بساطتها لكن هناك الكثير من الأسئلة لم تتم الإجابة عنها.  

 

 

أينشتاين والنظرية النسبية

 

أنكر آنيشتاين إمكان الحركة المطلقة في النظرية النسبية، فنحن لا نستطيع معرفة حركة أو سكون جسم إلا عندما نعود إلى جسم آخر، وما أكدّ كلام آنيشتاين هو التاريخ مع الأرض فمنذ قرون كنا نعتقد أنّ الأرض ساكنة غير متحركة ولكن اكتشفنا حركة الأرض عن طريق النجوم والكواكب حولها، ولو فرضنا أنّ الكرة الأرضية كانت وحدها في الفضاء لما استطعنا معرفة حركتها من سكونها.  

دائماً ما كنا نشعر أنّ الزمان والمكان منفصلان عن بعضهما، ويعود ذاك التفكير لكون الزمان شيئاً لا نستطيع أن نلمسه على عكس الزمان، رغم أن الزمان والمكان شيئان لا يمكن لنا أن نفصلهما عن بعضهما، فهما في الحقيقة متصلان ليست أوهام نفكر بها فحسب وبدليل ذلك أنّ دائماً للزمان مكان يتبعه فمثلاً عندما نقول:(وقت الغروب) أي أننا نقصد انحدار الشمس في مكان بالنسبة للأرض، وعندما نقول: ( اليوم، الشهر، السنة) فنقصد ودون أن ندري أنها أوقات مكانية تحتلها الأرض حول الشمس..

 

 

اقرأ ايضا:

 

كل ما تود معرفته عن الميكافيلية

 

كيف اقرأ خريطتي الفلكية ؟ واسرار رموزها ودلالاتها

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Advertisements